مكتب أخبار مينانيوزواير – أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، اليوم الاثنين، عن إطلاق قاعدة جديدة تهدف إلى تسهيل شحن شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط. هذه الخطوة تأتي كجزء من الجهود الأمريكية لتعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المنطقة مع الحفاظ على ضوابط صارمة لمنع الوصول غير المصرح به إلى هذه التقنيات الحساسة.
منذ أكتوبر 2023، فرضت السلطات الأمريكية قيودًا جديدة تتطلب من المصدرين الحصول على تراخيص قبل تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى بعض المناطق، بما في ذلك أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. ويأتي ذلك في إطار السياسات الأمريكية الرامية إلى الحد من وصول دول معينة، مثل الصين، إلى هذه التقنيات المتقدمة التي تُعتبر حاسمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
القاعدة الجديدة ستتيح لمراكز البيانات في الشرق الأوسط التقدم للحصول على تصنيف يُعرف باسم “المستخدم النهائي المعتمد”، والذي يسمح لها بتلقي شرائح الذكاء الاصطناعي بموجب ترخيص عام. هذا يعني أن الموردين الأمريكيين لن يحتاجوا إلى الحصول على تراخيص فردية لكل شحنة، مما يُسرع من عملية الشحن ويسهل وصول التقنيات إلى المنطقة.
أوضح مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع مراكز البيانات المتقدمة بطلبات الاستفادة من البرنامج، بالإضافة إلى الحكومات المضيفة لضمان تطبيق الضمانات اللازمة لحماية التكنولوجيا من الاستخدامات غير المصرح بها. هذا التنسيق يعكس رغبة واشنطن في دعم الابتكار التكنولوجي في الشرق الأوسط مع الحفاظ على أمان وسلامة تلك التقنيات الحيوية.
تأتي هذه القاعدة في وقت تتزايد فيه المخاوف في واشنطن بشأن إمكانية استخدام الشرق الأوسط كقناة خلفية للوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية المحظورة على الصين. وقد أثارت هذه المخاوف في السابق قلقاً حول احتمالية أن تتمكن الصين من الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي الأمريكية المتقدمة عبر دول ثالثة في المنطقة، وهو ما تحاول الولايات المتحدة الآن منعه عبر هذه اللوائح الجديدة.
إلى جانب ذلك، أكدت وزارة التجارة الأمريكية أن مراكز البيانات التي تسعى للحصول على تصنيف “المستخدم النهائي المعتمد” ستخضع لعملية مراجعة دقيقة. وستركز هذه العملية على التأكد من وجود ضمانات كافية لمنع تحويل التكنولوجيا أو استخدامها في أغراض قد تهدد الأمن القومي الأمريكي.
يُعد هذا القرار جزءًا من استراتيجية أوسع للولايات المتحدة لضمان استمرار ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الابتكار في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد نمواً متسارعاً في البنية التحتية الرقمية ومراكز البيانات، مما يعزز من قدراتها التكنولوجية ويجعلها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي.